رؤية صامتة .. !

رؤية صامتة في محكمة ( الواقع ) .. !

التصنيفات :حَريرْ!

الإعلام بين القيمة والوعي !

استقبلنا هذا الشهر الكريم والنفس تكاد تمُوت لما عَراها من ضيق فكانت نسَيم رطب منعش يتسلل إليها من خلال جوء رهيب مُقنت ، وكانت سحائب رجاء توحي بالخير على أمة الإسلام ورئتها  ” شبابها ” الأخيار ، وعلى النقيض من ذلك نرى هجوما ثقافي وعقدي يتسلل خفية إلى السريرة والعقل مليئا بالسم والخداع ، وراية الهجوم تشمل الآن أطراف جزيرة العرب وصميمها ” بلاد الحرمين ” ولما كان الشباب والفتيات ” دماغ صلاح العقيدة وقلبها ” ؛ فلا بد أن يتضخم نصيبهم من هذا الهجوم المحموم وتتذرع بكل شيء لتدمير قيمهم وإهالة التراب على معالم العقيدة التي غُذيت بهم منذ الصغر وإلباس العاطفة على ثوب العقل الذي إن نظرنا به على الأحداث الخاطفة ومجرياتها جعل منا أن نستريح إلى العقيدة الإسلامية فكراً وضميرا “ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً ” اُمرنا في إمتلاك العقل  الذي أبصرنا في قول الحق ورفض الباطل غير أن الحال على العكس : الإعلام ينتعش والمناصرة تكثر وطوائف الشباب والفتيات تتلاقى عليها والأفكار الدخيلة تجيء من منابع شتى لتدعم الإنحلال والدناءة حتى ترجِّح كفتها في ميادين الرأي والإنتاج والعالم الغربي من وراء هذه العون الواسع يخدم به الآمال العريضة في القضاء على الهوية والعقيدة ودفنّها في صحرائها بزعمهم أنه مولود مع ميلاد أهل الصحراء ، والطلائع المؤمنة في كل مكان تشتبك معهم وتحاول صدهم غير أن النتائج لا تسر لقد سقطت جماهير كبيرة من الدَّهْماء وأعداد كثيرة من المتعلمين في براثين هؤلاء حتى استمر العرض الغادر في ميادين شتى وزاد على ذلك الفراغ العقلي في شباب الأمة وفتياتها وتدفقت المنكرات مع تدفق سيل الشهوات من هنا وهناك مما جعل أوضاعنا تتغير وأغرى بعض منا بفعل أمور ذات بال جعلت من أفاع ما عرفت الصفو يوما ،  فانسابت من جحورها تريد أن تنفث سمومها علناً وأن تخذل شبابنا وفتياتنا في معرفة مواطن القيمة والهدف والهوية ، حتى قاموا بتجنيد لايؤبه له ولكن دلالته تصرخ بما فيه من التحدي والخيانة ضد أي سمسار من سماسرة الغزو الثقافي الذي  جعل منا كجيل مهجن ورث الإسلام أسماً وشكلاً فارغا ، يرفض التربية الحسنة والقيمة المنضبطة والقوانين المحددة والأهداف الثابتة و طالما هؤلاء المتعاقلون العجزة من بني قومنا وراء ناصية التوجيه الثقافي والفكري ؛ فلنّ نحقق مستوى الوعي إلا بتوعية العقل والنظر إلى حاجة الشباب والفتيات بعين مشرعة وعقل متفهم وفكر متزن وحجة قوية !

في النهاية نسأل المولى بما أنّزله لنا في كتابه الحقّ “ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  ”

بقلم : [ دَمعَةُ سَحَاب ] والغَيثُ دَمعُ الغَمَامْ 

الثلاثاء :2 – 9 – 1432هـ 


التصنيفات :مَقَالاتْ!

لوحـَـات من حَريـــر !

لوحـَـات من حَريـــر !

صنعنا من المــحبرة ســحابة هـــتانة .. أمطرت على اللـــوحة حتى ارتــوت..
فقــام نبتها على جــسد من حــرير ثمـــارها من حــرف قد كـــتبناه ..
ثم رســمناه وعلى البــصيرة وثّقـــناه .. !

*

*

*

*

*

*

*

[ دَمعَةُ سَحَاب ] والغَيثُ دَمعُ الغَمَامْ

التصنيفات :حَريرْ!

إلمَاحَــات في تَــربيةِ ” الفَــتاة “


.
.
تربية الفتاة : لبُّ ” الإصــلاح والبـنــاء” كما أنها لاتقوم بـ ” المتطلبات والملذات ” نعم هي أدوات منها ولكن مع ذلك هي بالقرب من ” الفتـاة ” ومعرفة ” الأحوال ، والمشكلات ، والمستوى ، والطبيعة النفسية والإيجابية والسلبية ” مع القرب لا بد من مُصاحبة شعور الفتاة بـ ” الحب والأمان والثقة والتقدير والمسؤلية ” مع إيجاد الجو الذي تجد فيه الراحة والأنس حتى تبث ماتريد لك وتتكلم بثقة ووضوح إليك ، مع دعم هذا الجو المريح بالجدية والقدوة الحسنة والمثل العليا والتعاون والإيثار ، كما إننا في حاجة ماسة إلى تنمية هم تربية ” الفتـاة ” وتقويته وترشيده لاسيما في هذا العصر الذي تلاطمت به أمواج من الشبهات والشهوات وتزاحمت في فضائته كم هائل من الأقمار التي ترسل شهباً فتضرب دين ” الفتـاة ” وخُلقها ، كما كثرت فيه صوارف الفطرة واتسعت الثقافة وتنوعت مصادر التأثير واختلف الأسلوب التربوي عن سابقه ، لكن إذا قويت عزيمة ” المـربي ” وامتلك أداة التربية التي تقوم على أساس التعامل ، اتضحت الرؤية و سَهُل الأمر وكثرت الثمرة .

إليك هذه الإشارات العابرة في أساليب التعامل فخذ منها ماشئت لعل فيها ما يوقظ الحس ويدعو إلى الإهتمام والجدّ والعطاء :

 إذا أردت أن تربي فلا بد من قناعة ” الفتـاة ” وثقتها فيك حتى تتقبل منك وتتمثل وتعلم بوضوح أنك تقول الحق وتتبع القول بالعمل وتدعو إليه .
 أنت تتعامل مع نفس بشرية تفرح وتقبل وتحب من يحبها ويلين لها وكذلك تنفر وتكره من يجرحها ويحرمها ولا يقدرها .
 مهما كان خطأ ” الفتـاة ” فلا تكن خصماً لها ولا ندا ؛ بل كن مربياً حانيا .
 استر اخطائها وزلاتها عن مجتمعها فهو أدعى لنجاحها وأقرب لنجاتها.
 طبيعة التربية يحفها الإنفعال والتوتر والإستثقال فلتسعى إلى تخفيف ذلك بحكمتك وصبرك واحتسابك .
 اتخذ من اخفاقها واخطائها سبيلا للنهوض بها والفتح على نفسها وبرهن لها عملياً أنك وفيُّ لها تريد الإحسان رغم إسائتها .
 الكلام النظري وحده لا يكفي وان كان جيداً بل لابد منّ التربية والبناء من الشواهد المحفزة .
 بث الأمال وإحسان الظنون وزراعة التفاؤل في حياة ” الفتـاة ” سبب لرفع همتها نحو الحياة والجدية .
 كن منصفاً معها وأعلم أنه كما لك حقوق فعليك أيضاً حقوق وكيف تطالب بالعدل ولا تعدل وتطالب بالصبر فلا تصبر وبحسن الخلق ولا تحلم .
 إذا كنت تقدم الشكل على المضمون والحقيقة فسوف تُخرج ” فتاة ” غثائيةً براقة ضعيفة الجدوى لا تصبر على الملمات .
 الإستماع الجاد والإهتمام بمشكلة ” الفتـاة ” يبعث الأمل في النجاح .
 تقديم الخدمة ” للفتـاة ” يقوي المودة والثقة بينكما لأن النفوس عادةً تحب من أحسن إليها .

وأخر السطر نقطة ( . ) وقبلها إعلم أنه لا تربية بدون الصبر و المداراة .

*

بقلم : [ دَمعَةُ سَحَاب ] والغَيثُ دَمعُ الغَمَامْ
الجمعة : 29 – 7 – 1432هـ 


التصنيفات :مَقَالاتْ!

أنّــــتَ بــخَيّر !

بِسْمِ الله الرَحْمَنِ الرَحِيمْ

إنّ رَبِحتَ رَسَائِلي البَيضَاء .. الصَاعِدةٌ إلى السَمَاء !

| دَمعَةُ سَحَاب | والغَيثُ دَمعُ الغَمَامْ

التصنيفات :حَريرْ!

نُخَبٌ مُسَافِرة وآخْرَى مُنَاضِلة !



النُخُب التَنويرية عَلى عَتَبةِ ” الأمّةِ الإسْلامِية ” مَلأتِ الدُنيا ضَجِيجًا وخِدَاعًا فَكل مَا فيهَا زَائفٌ مَغشُوش
إنّهَا رَغْوة أوَ زَبدّ وإنّ كَثر التَطْبِيل والتَرمِيز لهَا ، فخُيولهَا خَشَب وفُرسَانها زَائفُون
إنّهُم دُونّكشوتَات العَصْر ولَيسَ لَهُم مِنّ سِلاحٍ سِوى اللغَظ العَالي
والأمّة الإسَلامِية غَدتْ مَحطةً يسْتظِلُ بِهَا العَابِرونَ ويسْتَريح فِيها النُخبُ المُغامِرة ثمّ تَمضي تاركةً وَرائَها رَغوتَها ..
إنّهُم مُسافِرونَ عَابِرونّ ، لا تَعني لَهُم
 الأمّةِ الإسْلامِية ” إلا بِمقْدَار مايُفيدُونَ مِنهَا
وبَدأتْ أو كَادتْ مِنّ أجْلها مَرحلةُ التَبشِير فتَوالتْ أصْواتُ النّاسِ ومَواقِفُهم المُختلفةِ منّ الهَزيمةِ ومنَّ البِشَارة
صَوتٌ يَعْتذرُ عنّ تَقصِيره فِي الحَدث ، وآخر يَعترفُ أنّ زَائرَها فَعلّ مَا فَعلّ دُونَ مُقاومَةٍ منّ أحَدْ
وثَالثٌ يَرى أنّ البَشِير قَد جَاء مُتأخِراً ورَابعٌ يعَرفُ البِشَارةَ ويشْكُو سُوءَ الحَال
وخَامسٌ يَدعُو الزَائر إلى الرَحِيل وتَركَهم فِي مَدائنِ النُعاسِ
إلى أصْواتٍ آخْرى تَنّضَمُ إلى صَوتِ البَشِير مُتفَائلة أو مُستَعدةٍ للنّضَال عَبر كَلمَتها المُقاَتِلة
تَقولها نَجماً فَتكُونُ جَمراً يأكُلهَا الجَائع ثمّ لا يَجُوع ، يشْربُها اليَائسُ بِلا دُمُوع
كَلمةٌ تَبلغُ بِناَ إلى مَرحَلةٍ النُضجّ ؛ فَنُدركُّ بِها أنّ النَدب والبُكَاء عَاجِزانّ عَن الفِعل أو التَغييِر
وأنّها عُدة العَاجِزين لا ذَخِيرةُ المُناضِلينّ ، ومِنّها رسالة ” المُتنبِي ” فِي غُربتِه
حينَ لمّ تَكن فِي شَعبِ ” بَوّان ” وحده
بَلّ كَانت فِي كَثيرٌ مِن المَواطنِ التَي مَر بِها أو أقَام بِها :
أَنَا فِي أُمَّةٍ تَدارَكَها الله غَرِيبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَـمُودِ

*

الأربعاء: 29- 6 – 1432هـ

التصنيفات :مَقَالاتْ!

رُواد التَنّوير فيِ بِلادِ التَوحيدْ !


 

 

المرأة تَتمتع بِمَكانة أسَاسية في الإسلام إلى دورها في صِنَاعة الأمّة وتَأثيرها على المُجتمع ولذلك أيقن ” رواد التنوير ” عنّ حَقيقة تَبناها الفْكر الغَربي وهي ” لكي تُغير أمّةً أو شَعباً فإنّ مفتَاح تَغييرها هو المَرأة ” ؛ فتلبسُوا بِثوبِ الإصلاح وزُخرف القَول لأن بَاطلهم قَبيح ومُستَرذل ومَكرُوه ، وَعِنّدما يظْهر برؤيته الواضحِة لا تَقْبله النُفُوس السليمة ؛ فَتمسْحوا بالدين ومَنهج العَرض الديني بقَولهم (فيما لا يُخالف الشَريعة الإسلامية ) أو (في ظِل عقيدتنا السَمحة) !
حَتى يتِم بهَذا تفكيك هَوية المَرأة المُسلمة وضُعف قُدرتها فِي الحِفَاظ عَلى قِيمتها التي رَسمها الغَرب في رُوحِ أفكَارها لِتتبع أنت مَا عِنده سَعياً لحمَايةِ مَصَالحه وتَنّفيذها بِكل الوسِائلِ المَشروع منها وَغير المَشروع ، كِما يجري على أكثر منّ صَعيد وَفي أكثر منّ مَكان في عالمِنا الإسْلامي ، وهذه هَي مَعركته الكُبرى وأرض المُواجهة الحقيقية والمُدافعة بين الحقِّ والبَاطل ، فَهبَّ التَيار النَسوي المُنخرط في هَذه الكَيانات والمُنَاصرات التَي تُطالب بِتَحرير المرأةِ مِنّ كَافةِ قُيودها ومن أبرز مَلامحِ خِطاب هَذا التَيار النَسوي المُعاصر هو إزدرَاهِ لُكل مَاهو ثَابت ومُتفق عليه بحُكم الشَريعة فيرى أنّ تَعدُد الزَوجَات وَ نصيب المَرأة من المَيراث وعِدة المُطلقة أمور تَكشف عّن انحياز الإسلام للرجل وانتِقَاصه مِن حُقوق المرأة وَفي أحسن الأحوال فإنها أمُور لَم تَعد تَتماشى مَع عَصرنَا الحَالي إلى الطَعن فِي الإسلامِ والثَقافة الإسلامية وَو صفها بالتَخلف وَعدمِ القُدرة على بِعث المَرأة مِن تَخلفها وَرُقَادها لدخول واقتِحَام آفاق النَهضَة والتَنّمية والتَطور والإدعَاء بأنّ الحَلّ الوحيد أمَامها الإعتِراف بالثَقافة الغَربية وَجَعْلها هِي المَرجعية الرَائدة حَتى أصبَحت خُطوة سِيَاسية للتخلي عن الإسلامِ مَنّهَجاً للحَياةِ والحُكم ؛ فَخرجَت إلينا الكثير مِنّ الأفكَار الخارقة عَنّ السِياق الديني والخُلقي والقِيمي منها حَملات الشَبكات الإجْتِماعية ” الفيس بوك ” ، ” التويتر ” التي تُطالب بثورة المرأة السُعودية saudi Women Revolution للترويج لِكافة أفكَارهنّ العِلمَانية التِي قَامت على أيدي هَولاءِ العَائدين مِنّ الغَربِ المُنّهزمين أمام ثقافته وكذلك دَفع المُجتمع نساءً ورجالاً للتحرك فِي طَريق الإنحِلال والإبَاحية والجَهر بالمُوبقات الأخلاقية عَلى إختِلاف أنواعِها ومنَّ العَجيب أنّ تَسمع مِنهم الدَعوة إلى الحُرية الشَخصيةِ وَ تَقديسها فلا يجوز أنّ يَمَسها أحد ، ثُم هُم يتَدخلون فِي حُرية غَيرهم فيِ ثَقافته ومنّهجه حتى وَصل بهم في النعَتِ على أهل العفة بالرَجعية والتَخلف واعتِناق ثَقافة مُتَخلفة تَحتقر المرأة وتُريد أن تَعزلها عنّ واقعها ، وأقوالهم في هَذا الصَددِ كَثيرة ولكنّها واهية وَغير مَنطقية و غَير عَقلانية تَنطلق أساساً مِنّ الفِكر العِلماني الرافض للدين والأسس التِي قَامت عَليها الأمةُ الإسلامِية وأصبحت مِن خِلال أفكَارهم طرفاً مهماً فِي المَعركة الجديدة الدَائرة رحاها بيّن الإسلام والغَرب ورغم ذلك التَخطيط لتجزئة الأمة وتَفتيتها عن طريق تَغيير المرأة المُسلمة مِن ثوابتها إلا أنّ الصَحوة الإسلامية فِي كُتابها وظهور وسائل إعلامها تعيد مُستوى الوعي في هذه القَضية وأنّهم في ضَجتِهم وخُطَطهم كالسِراب الذي وَصَف الله به أعمَال الذين كَفرُوا في قَوله تَعالى ” وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ” .

 

الأربعاء: 15- 6 – 1432هـ 

التصنيفات :مَقَالاتْ!

القُوةٌ القَادمة !


عِندما تكون إرادة الشعوب قوية ضد أي تيار ينتهك حقوقها الدينية والشعبية لا ننكر مدى الثورة العظمى التي بدأت كشرارة صغيرة وتوسطت بأسرع نفخة إلى نار لهيبها التي وصلت أعالي المستعلين فأصبحوا مستضعفين
يقول الله جلّ وعلا في محكم كِتابه: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

كُنا في عصور مَضت ننكفئ على أمجادنا السابقة التي كانت رمزاً للخلافة الإسلامية في ظل هجير سقوط الخلافة ومحيها من الوجود، وحلول الطامة الكبرى بالمسلمين، وفتح باب المصائب والبلايا عليهم من كل جانب. 

ألا عـودي فَقَد طال الفـراقُ 
ألا عـودي فِراقُكِ لا يـُطـاقُ 
ألا عودي فَإنّ الظــلمَ ينمو 
وحولَ الحقّ يَشـتـدّ الخِناقُ 
ألا عودي فَإنّ العـدلَ ولّــى 
وصالَ الجورُ واختالَ النّفاقُ 

هل للخلافة الإسلامية أن تعود بعد هدمها على يد اليهودي المتمسلم مصطفى كمال
وهو الذي قال فى مرسوم إلغاء الخلافة: “بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة وجعلها تقوم على أسس علمية متينة,
فالخليفة ومخلفات آل عثمان يجب أن يذهبوا, والمحاكم الدينية العتيقة وقوانينها يجب أن تستبدل بها محاكم وقوانين عصرية, ومدارس رجال الدين يجب أن تخلي منشآتها لمدارس حكومية غير دينية

هكذا تحدث مصطفى كمال معلناً نهاية الحكم الخِلافي الإسلامي ففقدت الأمة الإسلامية الحكم بما أنزل الله وسد الحكم والمرجعية عند الأمة. 
وهي مخالفة صريحة لقوله تعالى: ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ
فعاشت الأمة خسارة فادحة وجريمة كبرى, لكونها فتحت الباب واسعاً لارتكاب كافة أنواع الجرائم من قبل الكفار والمسلمين على حد سواء.
فالكفار يقتلون النفوس, وينهبون الثروة, ويغتصبون الحقوق، ويصولون ويجولون فى بلاد المسلمين إذ لا فرق بين الذين يرتكبون الجرائم المختلفة
مما تؤاخذ على مثلها الشريعة الإسلامية حداً أو قصاصاً أو تعزيراً، ولكنهم يفلتون من العقاب الشرعي كون تلك الجرائم لاتشكل خرقاً للقوانين الوضعية؛ فيكون بذلك سجل الجرائم فى ازدياد مستمر مع مرور كل دقيقة من الزمن…
وها بشرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آتية ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام و ذلا يذل به الكفر )

فهبّت ( تونس) الخضراء بأقصى سرعة وأقصى طاقة لإسترجاع مافقدته بإقامة خلافتها كما هي الآن في (مصر) لإعادة حكم الله فى الأرض.
فبعد هدم الخلافة سقط التاج عن رؤوس المسلمين، وهدم البنيان الذى كان يؤويهم، وانفرط عقد الأمة الإسلامية ومزّقها الكفار إلى عرقيات متعددة وأقاليم متفرقة؛ كي يسهل عليهم الهيمنة عليها وإذلال شعوبها وأكل خيراتها.
وتجأر الأمة الإسلامية اليوم وبالأمس مستغيثة فى كل مكان، ولكن لا جواب، فلا عمر ولا معتصم ولا صلاح الدين.

لذا كان لابد من الجدّ في إزالة الحواجز المادية والمعنوية التي تقف حائلاً بين المسلمين وتحقيق الجماعة؛ لأنّ الذي يوحّد رأي المسلمين ويجمع كلمتهم ويوحد موقفهم السياسي ويجعل منهم أُمة ترهب عدوّ الله وعدوّهم هي
الخلافة الراشدة لا غير, هذه الخلافة هي التي يرتفع مع قيامها قوله تعالى: ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا )
وتتهاوى معها عروش الباطل عروش الخونة والعملاء, التي يظنون أنها قوية منيعة وهي في حقيقتها أوهن من بيت العنكبوت.

خِتاماً : كُل من عاش في لذيذ المنصب فنصب قد فارق السهم حكم قوسه ولم يصب !

..


الأحد : 26-2- 1432هـ

التصنيفات :مَقَالاتْ!

سُنّة الصِراع وَ واجِب الإستِعلاء !


 

 

الحَمّدُ لله المُنزِل فِي الكِتَاب (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) {36}) الأنفال ، منذ انبثاق فجر الأمّةِ الإسَلامية ِوالصراع العنيف دائرٌ على أشُدِّهِ بينَ المسلمينَ والكفار، وقد بدأ هذا الصراعُ بِمصداقيةِ الرِسَالة حينَ بُعثَ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ, واستمرَ كذلكَ إلى أن قامتِ الدولة ُالإسلامية ُفي المدينة، فوُجـِدَ الجيشُ وَوُجدَتِ القوة، ونزلتْ آياتُ الجهادِ (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) [الأنفال: 39] وَسَيَظلُّ على هذهِ الطريقةِ صراعاً دموياً إلى جانبِ الصراع ِالفكريِّ حتى تقومَ الساعة ُويرثَ اللهُ الأرضَ وَمَنْ عليها ، واللبيب من يتأمّل في نهايات الصراع الشرس الممتد عبر التاريخ بين الخير والشر ..

إنّ الأّمة الإسلامية الآن تَمر بِفترة مُخاض عَسيرة و خطر حَقيقي يكّمن فِي سِياسة التَمييع والإحِتواء التي كانت خَط سَير لِكثير من الدُول التي تَتبع مصَالحها بَعد أنْ صارتْ خَطاً لِسَيرِ أمريكا ومن شاكـَلها ؛ مّما زَاد هَذه السِياسة ضَراوة في القَضاء على منّبع وقَلب العَالم الإسلامي [ الجَزيَرة العَربية ] عَبر قُوة الشْرق الأوسَط [ إيّران الفَارسية ] والوعِي بأن صِراع الخَير والشر دَائم ينّبئُا عن وِلادة فَجْر جَديد ( وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً {81} ) الإسراء. ، فما غَلبَ عُسرٌ يُسرين، وسرعانَ ما تدبُّ الحياةُ في الأمَّةِ المنهَكةِ مِنْ شِدَّةِ الضَرْبَاتِ بشتى أنحاءِ جسدها لتتحولَ إلى قوةٍ إسلاميةٍ عالميةٍ ترُدُّ الصَاع َ صاعين ِ, وَصَدَقَ القائل : إنَّ الضربة َالتي لا تقصِمُ الظهرَ تقوِّيهِ.

واليَوم لم يَعد خافيًا عَلى كُل مُسلم ما تَتعرض له [ الدَولةُ السُعودية ] مِنّ غزوٍ سَافر، وحربٍ شَرسة على مُختلفِ الأصْعِدة، وذلك من قِبَل أعْدائها الكَفرة، وأذّنابهم المُنافقين؛ فعلى الصَعيد العْسكري والإسْتَراتيجة [ الإيّرانية ] فِي تَطويقْ دُول الجِوار بِزرع الطَائفية العَقدية ، إلى صَعيد الحَرب على الدِينِ والأخْلاق والإعْلامِ والتَعليمِ والاقتِصَاد التي لا تَكاد تَسْلم من السَحرةِ الجدّد [ الليبرالية ]ولنتَأمل فِي [ ثَورة حنين ] والتي عَاد مؤجِجُوها بخُـفيّ حنين بحُكم التَوعية القَوية مِنّ عُلماءِ الدولةِ ودعَاتها الذين هُم أهلٌ للحِفاظِ على وطَنيةِ المُواطن بِخَلافِ السَحرة [ الليبراليين ] والذيّن لمّ نَرى لهم حَفْنة مِنّ أقلامِهم فِي سَبيلِ أمنِ الوطَنّ ، وهذه من الحِكَم العظيمة والفَوائد الجَليلة لسُنَّة الابتلاء؛وبَقاؤهم فِي صَفِ المسلمِ دُون مَعرفةٍ لهم، يُشكل خطرًا وتضْليلاً للأمة، مِن دَعاوى فِي قَمع المُحتَسبيِن إلى أهمّية الوَلاء و السَلام ونشْر ثَقافة المَحبَة في دُول الكُفار؛ وكل ذلك لِهدفِ تَخْدير المُسلمين عِن المُدافعة ومُقاومة الكُفر والبَغي فِي خَضم هذه الأحْداث الرَهيِبة التَي تُحيط بالأمةِ الإسْلامية ؛ فَكما اسْتعلوا عَليها بِثقافتهم وحُرياتِهم عَلينا أنّ نستَعلي بإيمَاننا الذي يَجعل المُسلمَ الحَقيقي يَرضَى بالمنِية ولا يَقبلُ الدَنية , وأنّه يَرضَى بأن يُصلى بالنّارِ ولا يُلحقه العَار , فهو لا يَقبلُ بالضُعفِ ولا يُهادنَ أعداءهُ عَلى حِسابِ دِينَه , قال الله تعالى:” (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:35)”، والوعِي بأنّ الصِراع سُنة رَبانيةٌ لا تَجعلُ مِنا أنّ نَلين ونَسَتكين حَتى نَنالَ إحْدى الحُسنَيين أمّا النّصر وإمّا الشَهادة [ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ [ سورة التوبة – الآية 52 ] ، وسَيرى العَالمُ ، أنّ الإسْلامَ نُورٌ ورَحمةٌ لِكافةِ أمَمِ الأرض، فَتعيدَ الأمّة الإسْلامية نَفسَها وغيرها مِنّ الأمَم إلى الطَريقِ الصَحيح، والذي سَتغيِبُ عنّه مَفاهِيم الإسْتعمَار والإسْتغِلال ومَصِ دِماءِ الشُعوب؛ فَتحيا الأمَم حَياتَها وقَد زَالَ عَنها ظِل التَعسُف الرَأسمَالي، وبَرز نُور الله لها مِنّ جَديد، مَع أمّةٍ هِي الأمّة الإسْلامِية التَي تَأخذ بِيدِ الجَميع مِن جَديد لسَعادةِ الدُنيا والآخِرة.

.


الأربعاء : 11\4\1432هـ

التصنيفات :مَقَالاتْ!

الأدَبُ الإسْلامِي وتَيارُ التَغْريب .


منذ انبثاق الرسالة المحمدية وبزوغ فجر الإسلام نمى الأدب الإسلامي نموًا مطّردًا يُعالج قضية الجماعة ، وقضية الأمة ، وقضية الإنسان ، تاريخًا وقصة ورواية، شعراً أو نثراً متفرداً بقامته العالية، كمئذنة توغل في السماء ليس بالمنهج الذي يبني معماره على قواعد ترسيها العقيدة فقط ، بل من خلال تدفق الحياة الفكرية أو الوجدانية ؛ فأدباء العقيدة الإسلامية نجد لديهم هذا اللون من خلال تعبير الكاتب عن الكون والإنسان والحياة ، إنه يعبر عن الحياة المنشودة وفقاً لما تمليه عليه عقيدته من حياة العزة والكرامة والحرية ، وهذا لون يعتد به ويعتز به وينطلق منه كل أديب يخط لنفسه خطاً ملتزماً متميزًا ، ممتداً من قول الله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ) تعبيراً في التزام بالإسلام، والتزام بالكلمة، والتزام بالعقيدة، والتزام بالسلوك ، يقف عليها كـ مرتكزات ومنهجية واعية، الغاية منها هي حقيقة الرؤية الإسلامية ونظرتها إلى الإنسان، وتقويمه نحو الكمال، مما يجعل نص الأديب ذات مضامين هادفة يعالج من خلاله مشاكل الأمة ويرسم مسارها الواضح، بعيدا عن الضبابية والغموض والإبهام في الرؤى، فلا يخضع إلى ما تعارفت عليه المذاهب والمدارس الأخرى التي تخوض في الإباحية والجنس والتيه الفكري؛ التي أصبحت تياراً ثقافياً وفكرياً يقوده مستشرقون جاهلون أو مبشرون حاقدون أو أدباء ماجنون يراهنون على تمزيق هوية الأمة الثقافية، بالترويج للمذاهب والفلسفات الغربية، والتسويق للنظريات الاستهلاكية الشاذة، والتفريغ الفكري والثقافي ، وتشويه القيم التي تعارفت عليها المجتمعات، وتدمير الروح المعنوية للأمة، ونشر الضياع والفوضى والانحلال الأخلاقي ؛ فبسبب هؤلاء تشهد أمتنا اليوم انسلاخاً حضارياً، وعدواناً تدميرياً في مجال الأدب والثقافة، ومن ذلك ما يردده أهل الباطل من زخرف القول، وما يدَّعونه من حياد الفن، وتحرره من قيود العقيدة التي تنادى بها مَن يسَمَّوْن بـ "دعاة التنوير والحداثة" كسلاح لمحاربة فكرة الأدب الإسلامي واقتلاعها من جذورها ؛ قائلين أن الأدب طبيعة لغوية فقط لا يسير عليها هوية أو منهج ديني راغبين بقولهم أن يصنعوا أدباً علمانياً أو ماركسياً أو وجودياً أو غير ذلك مما تجد له أتباعاً متحمسين يريدون أن يُلْبِسوا أمتهم ما لا يتوافق ذوقها وأصالتها ودينها وتراثها الأدبي وما علم الأتباع أن الأدب ليس طبيعة لغوية فحسب بل طبيعة فائقة ملتصقة بالتاريخ والثقافة والحصن الأخير للدفاع عن الهوية الإسلامية ، وإذا إنهارت ثقافة أمة كان ذلك إيذاناً بانهيار الأمة نفسها كما كان الوجود العربي في الأندلس يتثاءب تثاؤب المريض الذي هدت كيانه الأوصاب وكانت الثقافة العربية الإسلامية يؤمئذ تتقاتل قتالاً تراجعياً دفاعاً عن ذلك الوجود الذهبي الذي ضاعت ملامحه وديس شرفه وكبرياؤه فانكفأت الأمة تعلق جراحها وتمضغ صابرة قهرها وقد استبد بها سبات عميق ولا خلاص إلا بوقوف الأدباء الشرفاء بحزم أمام تلك الدعوات بكـل مذاهبـها وأجـناسها ورجالها وأدواتها ، حتى لا يصبح الأدب الإسلامي فاقد الوعي والذاكرة، وتكون الهوية قسمةً على موائد الغرب وفتات الآخرين؛ فالغرب الآن لا يسلب الثروات المادية للأمة الإسلامية فقط كما كانت الحال في الأيام الاستعمارية البائدة، ولكنه يدمر القوى الفكرية والثقافية والروحية التي تحارب فكرة الأدب الإسلامي واقتلاعه من جذوره حتى تصبح ثوابت هذه الأمة ومحكمات هذه الملة غرضاً مباحاً لهؤلاء الجهلاء، يخوضون فيه طعناً وتسفيهاً وتشويهاً وتزييفاً، خشيةً من الرؤية "الإسلامية " التي تبصرها هوية الأدب ، فلا تتحرك الجيوش ولا تتحطم الأسوار، إلا بعقائد يحملها، إما صالحة وإما فاسدة، ولا يلهب هذه العقائد ويحركها في النفوس إلا الأدباء الشرفاء .


  السبت : 5 - 5 - 1432هـ  

 

 



التصنيفات :مَقَالاتْ!